آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

كيف يكسب الأطفال الثقة بالنفس ومتى..

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

دعا دكتور علم النفس مهدي الطاهرإلى بناء وتدعيم ”الثقة بالنفس“ لدى الأبناء خاصة في السنتين الأوليين، مشيراً إلى أنها حجر الأساس في النمو النفسي والإجتماعي.

وذكر في أمسية ”خطوات لبناء الثقة بالنفس للأبناء“ التي قدمها مؤخرا عبر تطبيق «زووم»، أن هذا الموضوع يُعنى باعتماد الفرد وثقته بكفاءته وإمكاناته، لافتاً إلى أنه بزيادة الأولى تزداد الثانية، وتبدأ مع الطفل في انتباهاته الأولى.

وعرّفها بحسب العالم شروجر ”إدراك الفرد لكفاءته ومهاراته وقدرته على التعامل بفعالية في المواقف المختلفة“، لافتاً إلى وجود تلك الإمكانات بالفطرة، والقائم بالتربية هو من يبرزها إلى الواقع بالمدح والتشجيع، أو التقييد والحجر.

وبين أن موضوع بناء الثقة تراكمي ويرتكز على المودة والمعاملة الإنسانية والتقدير والإهتمام والإحترام والرعاية وتقديم النماذج والتضامن بين الأسرة والخارج كالمدرسة وحث الآخرين والقدوة.

ولفت إلى أهمية ”الفطام النفسي“ بالتدريج ليتعود الطفل ”الإعتماد على نفسه والوثوق بها“ وتشجيع مبادراته الجديدة وانجازاته ليفرح بها، ومنحه استقلالية مناسبة في حدود مقبولة لجنسه وعمره.

وبين أن الموهبة والذكاء والتفوق والمشاركة في المنافسات الدولية تحتاج بيئة إيجابية تتميز بالثقة والراحة وحب الآخر والإنفتاح النفسي والنجاح والدرجات العالية التي تدفعه بدورها لمزيد من النجاح.

وقال أنها لا تأتي في الظروف النفسية الصعبة، كالكبت والغضب وضعف السيطرة على النفس، والتسلط والنبذ والكراهية والأنوية والفوقية والتحقير والتحيز والشعور بالنقص والدونية.

وأشار إلى بعض آثار الثقة بالنفس من الشعور بالطمأنينة والسكينة والمحبة والمودة للأسرة والقدرة على تجاوز تحديات الحياة المختلفة بسهولة، وقد يجر ضعف الثقة بها إلى الإضطراب النفسي والوقوع فريسة سهلة للتنمر والإغواء والإنحلال الأخلاقي.

ودعا إلى التعرف على مراحل النمو المختلفة وإشباع متطلباتها، ومنها زرع الثقة بالنفس لينمو الأبناء بصحة نفسية سليمة، ولديهم قدرة على خدمة أنفسهم ومجتمعهم بشكل أمثل.

وتطرق إلى مراحل النمو النفسي الإجتماعي لدى أريكسون ”الثقة مقابل عدم الثقة“ في السنتين الأوليين، المبادرة مقابل الشعور بالذنب 2-3، الإنجاز مقابل الشعور بالنقص 3-6، تحديد الهوية مقابل اضطرابها 10-18.

ولفت إلى أن تلك المراحل تحتاج دعم وتشجيع المبادرات الجديدة، وإعطاء الإبن مسؤوليات متدرجة ومدحه على إنجازها، والتعامل معه بما يتناسب مع سنه بلا تفخيم يقود للغرور، ولا إضعاف يؤدي للنقص.

وأشار إلى أن بناء الثقة منذ الطفولة أمان من تذبذب الهوية عند المراهقة، وشعور ”بالألفة مقابل العزلة“، ”والإنتاج مقابل الركود“ في الشباب، والتكامل مقابل اليأس في الكهولة" فيبقى حتى آخر أيامه وهو منتج مرتاح البال قليل التذمر والشكوى.

ودعا الآباء إلى اتباع عدة خطوات لبناء وعلاج الثقة بالنفس للأبناء لكل الأعمار، ومنها ”سخاء التعبير في الحب، والبعد عن توليد الأذى النفسي والمقارنات، وانتقاد السلوك لا الشخص، وتشجيعهم اتخاذ القرار وإبداء الرأي، مدح جهودهم عند مبادراتهم الإستقلالية الناجحة، ثبات التعامل في غرس القيم بلا تذبذب“.