آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 1:56 ص

هل الدورة عليها شهادة؟

جهات الإخبارية

خلال فترة الحجر التي صاحبت فيروس كورونا وما بعدها، اجتهد المدربين في شتى مجالات العلوم والخبرة الفنية والمهنية في إعداد وطرح دورات تدريبية عن بُعد اغلبها كانت مجانية - مجهود يرفع له القبعة لجميع هذه الإسهامات المجتمعية الجميلة.

اللافت للنظر وبشكل مستفز، تكرر سؤال ”هل هذه الدورة عليها شهادة؟“ وهذا يعكس بأن هنالك شريحة كبيرة من الخريجين والباحثين عن العمل لم تفهم الدرس بعد، ولم تعي بأن هذه الأوراق «الشهادات» لا قيمة لها ما لم تُضف لك معلوم جديدة تفيدك في رفع مستوى مهاراتك، فقد أصبحنا في زمن بِهِ المهارات أعلى قيمة من الشهادات، وأن جميع المنشآت اليوم تنظر إلى ما هي المهارات التي تمتلكها والتي من الممكن أن تضيف قيمة جديدة للعمل وما هي الإنجازات التي قدمتها خلال مسيرتك المهنية السابقة أفضل من أقرانك بنفس المستوى الأكاديمية.

قبل 3 سنوات أعلن كبريات الشركات العالمية عن أن الشهادة الأكاديمية لم تعد مطلباً للحصول على الوظيفة وقامت بإلغاء هذا الشرط من إعلانات الشواغر الوظيفية لديها، والبوصلة أصبحت بإتجاه أؤلائك الأشخاص الذين استطاعوا تطوير مهاراتهم المهنية بأنفسهم من خلال تعطشهم للتعلم والابتكار والشغف المحموم تجاه التميز والأبداع - السؤوال: ”من أين استقيت هذه المعرفة وأين طورت مهارتك؟“ الجواب: غير مهم!! المهم هو أنك تتمتع بها الآن وتمتلك بجانبها بُعد النظر ومقدرة على رؤية كامل الصورة وهو ما يفتقده الكثير، والأهم أنك تمتلك تلكم المهارات التي من المؤكد سوف تضيف لمسة الإبداع والابتكار على منتجات المنشأة وتقودها نحو التميز عن منافسيها.

وقبل عام قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أكبر اقتصاد على كوكب الأرض بالأعلان رسمياً عن إعادة هيكلة القوى البشرية من خلال تفضيل المهارات على الشهادة الأكاديمية لوظائف البيت الأبيض والقطاع العام.

حضور الدورات التدريبية قناة رائعة للتعلم ورفع مستوى الثقافة وهي أساس تطوير المهارات الفنية والمهنية، ولكن الشيء الذي نحتاج الإلتفات له بأن ذلك يعتبر بمثابة شراء طقم سكاكين فاخرة، لن تمنحك لقب ”الشيف“ بمجرد امتلاكها، بل ما سيمنحك ذلك هو التدريب الطويل على استخدامها والاستفادة منها استفادة قصوى في إخراج أطباق شهية ومميزة.