آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 8:55 ص

بين الحب والنصف الاخر

سوزان آل حمود *

يا جامع الناس ليومٍ لا ريب فيه اجمع كل المتحابين في حلالك ويسر أمورهم..

فعظمة الرجل من عظمة المرأة.. وتسمو وتزداد رقتها من دلال الرجل..

وعقل الرجل يزداد نبضا بالأفكار الجميلة من عواطف المرأة..!!

ويحتاج الرجل للعاطفة أكثر من احتياج المرأة لها لوجود العاطفة فطريا لديها

وعندما تسمو عاطفة الحب عند المرأة تصبح حنانا فيرتوي قلب الرجل....!!

أيّ علاقة فيها غضب وفيها رضا وخطأ واعتذار وغيرة وعتاب وشوق، أرى أنها علاقة ناجحة، العلاقات التي على وتيرة ثابتة هي في الغالب تكون مهزوزة من الباطن، لأن معناها أنك غير مستعد لتقبّل الاختلاف وتبدل الأحوال وتغيّر المزاج في شريك حياتك، وبالتالي تكون معّرضة في أي لحظة للانهيار.

حين سُئلت امرأةً لماذا أحببتِ فلانًا قالت: لأنني شعرت معه بالأمان..

بالنسبة لي وللكل تقريبًا الحب هو المنطقة الآمنة التي نتحصن بها من مدلهمّات الحياة،

هو المنطقة الوجدانية في أقاصي الروح والتي نذهب إليها بداخلنا رفقة من نحب.

وهي تلك الشمعة الصغيرة التي لا تخبو ولا تنطفئ، تقاوم الوحدة والليل والبرد ورجفة النوافذ.

يظلُّ يوقدها شغفها الصغير طيلة الليل..

كذلك في دواخلنا شموعٌ مضيئة هي كلمات أحبتنا، أصواتهم، ضحكاتهم، أياديهم الناعمة وهي تتلمس تعبوجوهنا الخشنة.

أحيانًا أشعر أن الحب عبارة عن الأجنحة التي خلقها الله لنا،

لطالما كان هناك جزء كبير من نجاح العلاقة الزوجية، هو الكلام الحلو، فكلا الطرفين في العلاقة يرغب في سماعه، ولكن قد تظن بعض النساء بالخطأ، أنّ الرجل لا يعنيه كثيرًا سماع عبارات الحب، لأنه يفكر أكثر بعيونه، فتهتم بنفسها ومظهرها وتنسى هذا العامل الأساسي، ولكنكِ مخطئة عزيزتي،

فالكلام الطيب الجميل يلعب هو الآخر دورًا كبيرًا في إسعاد زوجك وبالتالي نجاح علاقتِك.

عندما يكون الرجل بالقرب منكِ في لحظة حميمة، أخبريه عبارات لها دلالات على مظهره، ك ”أنا أحبشكلك“، و”لون عينيك جميلة“، وو…..

الرجل يحب أن يشعر دائمًا أنكِ بحاجة إليه، لهذا كرري دائمًا جمل ك ”لا أعلم من غيرك كيف كنت سأصلح كذا“، ”أنت بطل حياتي“، ”شكرًا لأنك تساعدني“.

كلما أحبَّ شخصٌ ونبض قلبه شوقًا وولعاً نبت له جناحان فتراه يطير في المكان، يحلّق بخفةٍ وبراعة.

وماذا يحدث إذا زُيّف كل هذا!

كيف تصبح المنطقة الآمنة في داخلنا والتي كنا نهرب إليها كلما شعرنا بالخوف إلى أكثر الأماكن ظلمةً، وخوفًا، ورعبًا

لماذا يظلم العالم رغم شمسه المشرقة حين يُخذلُ أحد الطرفين؟!

ماذا عن ادعاء الحب وفعل نقيضه بداعي المصلحة؟!.

بماذا ترد لمن جعلوا الحب والاهتمام مجرد نزهة لبعض الوقت؟

ماذا عن الأوقات التي مرّت بهم سويًا؟

ماذا عن الذكريات، عن المواقف عن الأحلام التي رسموها معًا؟؟

الهزيمة في الحب مريرةٌ وقاسية ولكن ما هو أمرُّ منها هي أننا بعدها نعيش ولكننا لا نثق بأحد.

لذا إذا كنت تريد الحب فقدم الحب لمن حولك... إذا كنت تريد السعادة فامنح السعادة للآخرين... إذا كنت تريد الخير فكن سباق بالخير... انت إنعكاس لما تريد، ما تقدمه تأكد أنك ستحصل عليه!

الحياة الزوجية أخذٌ وعطاء، عُسْر ويسر، سعادة وشقاء.

وهي ليستْ سعادة دائمة، ولا شقاءً دائمًا، وإنما بين هذا وذاك، وكل ما ينبغي على كلٍّ من الزوجين أن يفعله هو الوصول لأعلى درجات السموِّ الروحي بينهما في العطاء والمحبة؛ كي تستقر دعائمُ عش الزوجية على أسس متينة من الثقة والاحترام.

إن اعتماد الزوجين على أنفسهما في حل مشاكلهما هي أفضل طريق لسعادتهما..

ودليل النضج العقلي والنفسي والتفاهم بينهما ويجب ألا يلجأ الزوجان أبداً إلى عرض مشاكلهما على الأهل إلا إذا استعصى الأمر بينهما وأصبح تدخل الأهل لا بديل عنه..

مثال حي عن الوفاء والحب

توفي أبي لكن من حب أمي لهُ تركت ثوبهُ معلق على شماعة غرفتها إلى أن توفيت بعد ست سنوات ولا زال ثوبه مُعلق على الشماعه نستأنس به ونلتمس منه الدفء والحنان، كانت امي تضع النقود بجيبهِ، وكلما احتاجت مصروف أو طُلب منها نقود تقول خذ من جيب والدك أو هي تخرج النقود من جيب ابي..

حتى لا ينقطع ذكره من البيت

ما هذا الحب وهذهِ التربية وماهذا الوفاء؟ نعم إنه نصفها الآخر!