آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

لنترك الأمر للقدر

سوزان آل حمود *

تُصاب حُروفي بالعَجز عِندما اكُون سعيدة وتلك الكَلمات مُثقلة بالنُعاس فلا اعْلم ماذا سَاكتب، أتُعد هذه خِيانةٌ لِحرُوفي، أم وَلاء لِمن أسْعَدني. أم هو قدر؟!!

يعتبر الإيمان بالقدر خيره وشرّه أحد أركان الإيمان في الدين الإسلامي الحنيف، ذلك لأنّ الإيمان بالقدر يمثّل الإيمان بأنّ الله سبحانه وتعالى قدّر شؤون الخلق وعلم بها وتحقّقت مشيئته، وذُكر القدر في العديد من آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ [آل عمران: 145].

ستتعلم مع مرور الأيام، وتعاقب الزمن، أن الحياة لن تعطيك شيئا مجانيا فإن وهبتك ابتسامة، قد تأخذ منك كومة من الدموع وإن وضعت على عتبة بيتك وردة، قد تكلفك زجاجات من عطور الراحلين وإن وضبت لك موعدا مع الحب، قد تلغي رحلتك إلى الطمأنينة وإن خصتك بهدايا عشوائية، قد تنتقى شيئا مما تحبه نفسك لتُرضي غرورها لكنها الحياة، بخسائرها الفادحة، واختباراتها المكثفة، وعدم استقرارها، جميلة حتى وإن كانت سعادتنا فيها قليلة جدا، وسريعة الاختفاء، جميلة لثقتنا بأن الله أرادنا أن نستحق كل ما وضبه لنا من مكافآت فائقة الروعة، والتى لا يمكن وصفها أو تخيلها، تعويضا عن كل مُر مر بنا وصبرنا عليه، ورضينا به، في عالم آخر تدوم فيه السعادة، وترتقي فيه العطايا، وتتبدل فيه الأحزان الى فرح دائم ونعيم أزلي.

جميلةٌ هي الحيّاة حين تكون قصتُها كُلها أمل وتفاؤل ونيّة صادِقة وعنوانُها: إلهي وكلتُك أمري فكُن لي خيّر وكيل

أولست مؤمناً؟!

إن كنت مؤمناً حقاً فلن يدخلك اليأس لأنك تؤمن بقدرة الله حتى وإن كانت

كُل الأبواب أُوصدَت، فإن باب الله لا يوصد وكُل الدُروب أُقفِلت وأنت واهِنٌ مالك سِواه، كُل الوجوهِ تبرّمت ووحده الرؤوف بعبادِه، أنت الغارق فيّ زلّتك حتىَ أوجّ رأسك إلىَ دربِه سددك، أنت إذا تماديت في حُزنك لا تنسى أن الله أكبر مِن هذا الحُزن هو المُطلِع علىَ أشياءٍ لا يراها سِواه وحده المُطلعٌ علىَ هذا القلب الطافح بالألم، لن تشتكي همك لغيره، وقد وعدك بيسرٌ قريب، أولم يقل في كِتابه الخالِد ”وبشّر الصابِرين“،

لذا أترك أمرك للقدر وفوض أمرك لله.