آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

ستنتهي الأيام العجاف

سوزان آل حمود *

عقولنا تميزنا فعندما تتأرجح بين القبول والرفض، بين الحبّ والكرامة بين الـ لا والـ نعم، بين القرار والاختيار..

عندما تتنازع خيوط القلب مع منطق العقل.. والنفس والغريزة!

حتى يُريد أحدنا شيئًا وعقله يمنعه أو كرامته تنهاه!

عندما تمتد المعركة بين الحقيقة والوهم، فيُقاوم أشباه الحقائق، ويصم أذنيه عن الشائعات حتى لا يقع في فخ الظنون!

عندما تختلج مشاعره اشتياقًا، ثم يُعافر ويتصنع اللامبالاة، حتى لا يبدو ضعيفا في عين أحد!

عندما تشتد لديه رغبة قوية بالبكاء فيضحك.. كي يُدارى دموعًا بالخفاء!

عندما يتمزّق بين الـ هذا والـ ذاك.. بين الحياة والموت وبين الذكرى والحاضر والآت!!

ويُقاوم جاهدًا على حساب قلبه وعقله وأحلامه.

إنها أصعب مقاومة!

أن تخطو ذاتك في واد، وأنت في واد آخر … فالفيروس يطاردك من عدة جبهات!

فقبل أن تغادر سنة 2021 يجب أن تعلم أنها لم تقتلني عواصفها المتلاحقة المليئة بالألم والمعاناة.

365 يوم..

لا أنكر حقيقه أنها ”انتصرت علي لوهلة بين تِلك الايام“

وفقدت بِها الأحبة

لا أنكر بِأني جعلتُها سنتي المشؤمة، المؤذية، القارِصة، القاتِلة،

قابِلة للنسيان، ورقه سوداء داكنة لا أود ذِكرها مُطلقاً

لا أريد أن يعتري عقلي الباطِن جزء من أيامها ولياليها

أتمنى لو كان لدي القدرة على غرس مِمحاة بِداخل عقلي يمسح كُل مادار بِها

لو أن الحياة عِبارة عن قِطار سريع لـ اخترت عدم السير على سِكتها الحديدية ”تجاوزتها بِبساطة“

مِن جانِب آخر..

شُكراً لها

فلولا الله ثُم أيامُها الصعبة لم َ أصبحت ما أنا عليه اليوم.

شُكراً على هديتها الثمينة التي أهدتها لِي..

فأنا هُنا اليوم بفضل تِلك الهدية..

أنا أصبحت قوية لأن هديتها قلب آخر لقلبي الذي فُقد فِي بِئر سوء أيامُها.

رُغماً عن أنف الأيام ولياليها القابِعة فِي جوفي، لا زِلت كما عهدتني قوية، صابِرة، مُتصابِرة، أكثر حيطة وحذر، أكثر حِدة، وأكثر توهج..

أرجو أن تُبقيني عِظة وعِبرة لها..

مهما سلبتي أيام وليالي وحتى أشخاص مِنا لا بُد أن نقف أمامُها بِيوم ما مُنتصرين، شامِخين وابتسامتُنا تملأ ثُغرنا ولا تنجلي ببساطة ”الحياة ليست دائماً حُزن“

تأخذ وتعطي تُعبِس وتُبهج

أعلم جيدا كم كانت هذه السنة عصيبة على الجميع، دخلناها جميعا على أمل أن تكون سنة خير وتفاؤل ولكن أمر الله وحكمته، أيام معدودة سنودع هذا العام الذي رأيناه مليئ بالسلبية والكوارث والأحداث المثيرة ونستقبل السنة الجديدة 2022 متوكلين على الله ومتفائلين بأن القادم أجمل،

فطوبى للذي يحيا تقيّاً وعنْ دربِ الفضيلة لا يحيدُ،

في هذا العام الجديد اللهم إني استودعك أهلي وعمري، اللهم ولا تجعل لي في هذا العام ما يحزنني.

أحبتي

ستنتهي الأيام العجاف وتبدأ أيام الفرح والفرج قريبا بإذن الله.