آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

هل أنت مصدر سعادة؟

سوزان آل حمود *

هل سئمت من انتظار السعادة حتى تجد طريقها إليك؟

هل تعرف كيف تكون سعيدًا؟ أم أنك تنتظر أن تجدك السعادة؟

بخلاف ما تصوره القصص الخيالية، فإن السعادة لا تظهر بالسحر. فهي حتى ليست أمرًا ما يحدث لك. إنها شيء تستطيع زرعه.

فماذا تنتظر؟ ابدأ باكتشاف إن كنت مصدر سعادة أم لا!.

إذا كنت تبحث في أعماقك عن إجابة السؤال، فالخبر السار هو أن اختياراتك وأفكارك وأفعالك يمكن أن تؤثر في مستوى سعادتك. الأمر ليس سهلاً كالضغط على زر، لكن يمكنك تغيير مستوى سعادتك.

وقانوني الخاص في هذه الحياة أنني إذا لم أدخل السعادة في قلوب من حولي فلن أحظى بها أيضا، وخير الناس خيرهم للناس وأما الذي يبث الرعب والشر في قلوب الناس فهو من شرّ الناس والعياذ بالله، وتجلّى هذا في موقف أبي رحمه الله حيث ربانا على حرية إبداء الرأي مع احترام الجميع والاهتمام بإسعاد من حولنا فهذا جالب لسعادتنا وهذا ليس خيالا إنما أتكلم عن تأمل طويل، والسؤال: كم ستعيش؟ لست حمقاء لأتكلم في غيبيات لا أعلمها لكن كنت أعني أن حياتنا الزوجية على المتوسط من عمر 30 إلى عمر 60 بعدها تنهار القوى ولو عشنا ألف سنة لا تغنينا، فإذا حسبناها سيكون 30 سنة، لو أزلنا ساعات النوم ستكون على المتوسط ثلث هذا المقدار ولهذا سيبقى لدينا 22 سنة تقريبيا ولو أزلنا ساعات العمل وهي مقاربة لساعات النوم لبقي لدينا 15 سنة تقريباً وأوقات الاختلاط مع الناس ومع الأصدقاء والعبادة والأكل والشرب ربما لا يتبقى لدينا إلا خمس سنوات، السنوات الخمس أو أقل قليلاً فقط هي الحياة الزوجية والحياة الأسرية، ربما أكون مخطئة في الحساب قليلا لكن لو حسبتموها بدقة ربما كان الفرق سنة واحدة على الأقل.

إن الكثير منا خلال هذه السنوات القليلة من الحياة الزوجية يحطّم حياته كلها، فلا يعرف النوم ولا يرى حلاوة للطعام ولا حتى في عبادته، لماذا القلق؟ إن أعظم أسباب الانقلابات في الحياة الزوجية وأكثر أسباب المشاكل هي «ضياع الفرص» أو ربما أسميها «انعدام الفرص» الزوجة تحتاج لفرصة تعبّر عن شيء يجول في نفسها لكن الزوج لا يريد أن يسمع ولا يريد أن يرى سعادة زوجته، وربما كان العكس صحيحاً، فكثير من الزوجات لا تعطي فرصا لأزواجهن، إذا ضياع الفرص سبب من أسباب الفشل الأسري.

هل الفرصة تأتي إلينا أو علينا البحث عليها بأنفسنا؟ في مقال للدكتور صلاح معمار ذكر فيه أنه هناك أربعة أقسام للناس والفرص وهي: قسم تأتي له الفرصة الأولى والثانية وهو ينتظر الثالثة وعندما تأتي الثالثة ينتظر الرابعة وهكذا، وقسم ينتظر الفرصة تأتي إلى باب بيته ويجب أن تكون مفصلة عليه تفصيل دقيق كالثوب الجميل، وقسم يرى الفرصة ويذهب لها مسرعاً ويستغلها، وقسم يخلق الفرص ويصنعها ويستغلها.

وإذا انطلقنا من مفهوم أن الحياة فرصة وتشبعنا بهذا المفهوم وحققناه واقعيا، فلا محالة أننا سنجد السعادة التي يجري وراءها كل من في هذا العالم الكبير، وسعادتنا هي النجاح في الدنيا والفوز بالآخرة. الخلل يكمن في عدم فهمنا لهذا المفهوم، والغريب أن الكل واع بأنه جد مهم لكن ينقصنا العزيمة وشد الهمة واتخاذ القرار قبل فوات الأوان، ولنا في سلفنا الصالح خير دليل لمن فهموا هذا المفهوم وطبقوه، هنا فقط تستطيع الإجابة وتواجه بها نفسك بصدق إن كنت مصدر سعادة أم لا.

لا تؤجل البهجة منتظرًا أن تصبح حياتك أقل انشغالاً أو إرهاقًا يومًا ما. فقد لا يأتي هذا اليوم.

بدلاً من ذلك، ابحث عن فرص للتمتع بالمباهج البسيطة للحياة اليومية. ركز على إيجابيات اللحظة الراهنة، بدلاً من الانغماس في ذكريات الماضي أو القلق بشأن المستقبل ستجد جميع من حولك سعداء وإنك ملهم لهذه السعادة التي يتمتعون بها.

ابدأ اليوم رحلة تحقيق هدفك بكونك شخصًا أكثر سعادة، وابحث كل يوم عن طرق تحمل في طياتها تلك الإشراقة لسعادة الآخرين.