آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 9:51 م

زوروا المدينة المنوَّرة وشموا طيبَ تربة أحمد!

من يزور المدينةَ المنوَّرة وكان زارها قبل سنوات لا يفوته ما طرأَ عليها من تغير وتجديد في البنيان والعمران والأسواق لكن شيئًا واحدًا لا يتغير، طيب تربتها وطيب ساكنها، النبيّ محمَّد «صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم». ما أطيبها من تربة لا يضارع طيبها أنفس أنواع الطِّيب وأغلى أخلاط المسك والعنبر. بلدة ما طلع النبيُّ «صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم» عليها قافلًا من سفرٍ قط إلا قال: ”يا طيبة يا سيِّدة البلدان“ كيف لا تكون أطيب البلدان؟

زوروا المدينة متى استطعتم، زيارة فيها سياحة وتجارة رابحة لا تبور. في كل آنٍ ترون فيها لوحةً جميلة من الزائرين من كلِّ مكان من العالم، ألوان ولغات وملابس مختلفة باختلاف بلدانهم وثقافاتهم، يجدون راحتهم وبهجتهم في زيارةِ نبيِّهم.

لا أخفيكم سرًّا إذا ما زرتُ المدينة ومشيتُ في أطرافِ مسجدها الشَّريف أسأل نفسي: هل يا ترى تطأ قدماي فوقَ موضعٍ وطأته قدمُ النبيّ «صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم» أو قدم علي أو فاطمة أو الحسن والحسين، وبقية الأصحاب الكرام؟ إذًا تكون قدماي من أسعدِ الأقدام! ولو صمتٌّ قليلًا تناهى إلى مسامعي أمواج صوت النبيّ الأكرم تملأ كلَّ الفضاء، ساعةً يرشد وساعةً يعلِّم وساعةً يخطط لأمةٍ تسود كل الأمم بقيمها وحضارتها.

من محاسن الأيام أن قبل يومين زرنا، أنا وأخويّ علي وجمال، المدينةَ المنورة، وكانت آخر زيارةٍ لنا مجتمعين قبل حوالي عقدين من الزمن، قضينا في هذه الزيارة ليلتين من أحلى الليالي، تمنينا أن تطولَ وتمتد أكثر، زرنا ومشينا وأكلنا وتسامرنا!

منذ القدم والنَّاس عندنا يتوقون إلى زيارة المدينة، مع رحلات الحجّ يقيمون فيها حوالي عشرة أيام قبل ذهابهم إلى مكَّة، يتعلمون خلالها أعمالَ العمرة والحج، ويتشرفون بزيارة قبر النبي «صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم» وغيره من العترة والأصحاب، ممن طابت بهم أرضُ طيبة.

في هذا الزمان، من لا يستطيع أو لا يرغب في السَّفر إلى المدينة بالطائرة، رحلة السيَّارة أيسر من الماضي بكثير، خدمات الطريق متوفرة، الصحبة مؤنسة وتقنيات التواصل الحديثة تدل المسافر على الطريق وتمكن الاتصال عند الحاجة.

لا أعرف كيف أشهيكم وأثير رغبتكم في هذه الزِّيارة أكثر! ”من أتاني زائرًا كنت شفيعه يوم القيامة“، زوروا المدينة تُسَرّ بزيارتها نفوسكم ويشفع لكم نبيكم، وإن كنتم تعرفون أرضًا أطيبَ منها، دلوني عليها!

مستشار أعلى هندسة بترول