آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

معًا لمكافحة التطرّف ولتعزيز الوسطية والاعتدال!

فضيلة علي آل درويش

في إحدى إجازاتي المطوّلة وفي نهاية كل فصل دراسي، حزمت حقائبي وأمتعتي ورتبت بعض أغراضي الخاصة، لكي أستعد للسفر إلى إحدى الدول المجاورة وتحديدًا دولة الكويت الشقيقة «المكان المفضّل» بالنسبة لي، ذلك المجتمع المتسامح بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والمتنوع بكل ألوانه ومذاهبه وطوائفه.. وكعادتي وأنا منشغلة بمتابعة الأخبار اليومية والأحداث العالمية، شدّني انتباه وترقب لمتابعة الأحداث السياسية والتطورات الميدانية الحاصلة في أوكرانيا والعمليات العسكرية الروسية ضد المتطرّفين القوميين الراديكاليين «الكتائب الأوكرانية»، منذ سفري من بلدي حتى وصولي إلى الكويت وتجولي فيها، وما زلت متابعةً لتلك الأحداث والتطورات الميدانية من خلال شاشات التلفاز أو جهازي الخاص اللا بتوب _ ودائمًا _ أردّد في كل صلواتي صباحًا ومساءً «اللهم احفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام».

لقد عانت مجتمعاتنا في الفترات السابقة من ظاهرة التطرّف والتشدّد وما زالت بعض المجتمعات تعاني من تبعاتها وآثارها السلبية والتي أنتجت ثقافةً وسلوكًا في العنف والإرهاب وبالأخص إذا اقترن هذا التطرف بأجندات سياسية وحزبية وتنظيمية، تسعى للاستيلاء على أنظمة الحكم وترتدي لذلك ألف قناع، كما هو حال التنظيمات والمليشيات المتطرّفة التي تنشر الفوضى والفتنة وتهدّد أمن المجتمعات واستقرارها.

إن التطرف بمختلف أنواعه وأشكاله طريق وجسر يؤدي إلى العنف والإرهاب، ومكافحته تقتضي باستراتيجيات صائبة في معركة تصحيح الأفكار وتوضيح الحقائق التي تقوم على تعزيز نهج الوسطية والاعتدال، لمعرفة مكامن الخلل وإيجاد العلاج بدقة متناهية، والتأكيد - دائمًا - على حفاظ الأوطان، وصيانة مكتسباتها ومصالحها الثابتة والعليا دون أيّ مزايدة أو نقصان.