آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 4:36 م

نعمة الأخ كبير القلب والعقل في الأزمات!

في قصَّة النبيّ يوسف عليه السَّلام وإخوته عبر جميلة كثيرة. غيرة.. حسد.. قسوة.. غربة، إخلاص ومحاولات خيانة. بدأت القصَّة من رؤيا قصَّها يوسف على أبيه، وبعد ذلك تدفقت فصولٌ غريبةٌ وعجيبة من حياةِ يوسف عليه السَّلام.

يبدو أن يوسف عليه السَّلام أخبر إخوته بهذه الرؤيا فازدادوا له بغضًا وحسدًا. قالوا فيما بينهم: إنَّ أبانا يعقوب يحب يوسف وأخاه ”بنيامين“ أكثر من حبِّه لنا! تعالوا نقتل يوسف فلا سبيلَ للعيشِ معه بسلام ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا .

وفي الوقتِ المناسب قيَّضَ الله له أن يأتي أحدُ إخوته برأي ينجيه من القتل، من بين الأخوة كان هذا الأخ أكثرَ ذكاءً وأرقّ عاطفة ووجدانًا، لم يرضَ بقتل يوسف أو إرساله إلى بقاعٍ بعيدة فيهلك. على ذلك جاءَ برأيٍ ثالث، لا تسفكوا دمَ يوسف، بل اطرحوه في هذه البئر التي في البريَّة ﴿لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ . نجا يوسف عليه السَّلام من الموت وكان من أمره ما نقرأه في سورةِ يوسف من القرآنِ الكريم.

حقًّا، كم نحتاج بيننا هذا الصنف المبتكر للحلول الواقعيَّة في المشاكل الزوجيَّة والأسريَّة والإجتماعية؟ فإذا ما اعتقدنا أن الحلّ لا بد أن يكون على حسابِ أحد الطرفين اقترحَ حلًّا أو عدة حلولٍ ترضي الجميع. كم جميلًا أن يكون شخص من كلِّ عائلة مثل هذا الأخ، غيره يبحث عن الموتِ والخراب وهو يبحث عن الحياةِ والإصلاح!

إن حضارة اليوم توصي على الدَّوام حكِّم عقلك، لا تكن أسيرًا لقلبك، لا تستخدم مشاعرك، كن شديدًا وحازمًا! بينما أجمل الحلول هي التي تشق القلوبَ وتعينها العقول، في داخلها طراوة ومن فوقها حلاوة! لا يموت بسببها الذئب ولا تفنى الغنم، تقولون: هذا كان حلًّا أتعب يوسفَ عليه السَّلام وجاء على حسابه! من يدري لو اعترضَ هذا الأخ وقاوم رغبة إخوته، ربما قتلوه هو ويوسف - فيهلك بذلك اثنان بدلًا من واحد، لذلك اكتفى بسلامة يوسف عليه السَّلام وهو ما اقتضته الضَّرورة؟!

مستشار أعلى هندسة بترول