آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 4:05 م

لمن يرتجي رسائل تهنئة!

يعود شهر رمضان وتعود معه الرسائل الجميلة في أوله وفي آخره، من الأصدقاء والأقارب وزملاء العمل! من ذا الذي لا تطيب نفسه لهذه الرسائل المحمَّلة بالكلماتِ الرقيقة، والأشواق والدعوات؟ كيف يكون ذلك ونحن ننتظرها على أحرّ من الجمر؟!

مع جمال هذه الرسائل، إلا أنّ في الناس من يستحق زيارةً وقبلة جبين وتهنئة خاصَّة. فيهم من نستأنس بسماع صوته ويستأنس بسماع صوتنا، وآخر تكفيه رسالة، النَّاس مراتب والأصدقاء مراتب، والمهمّ أن لا ينقطع حبلُ الودّ بين النَّاس.

تظنّ أن فلانًا الصديق أو القريب نسيك، فإذا برسالةٍ مفعمة بالودّ والطيب والشوق تطمئنك أنك لا تزال في قائمةِ الأحبَّاء والأودَّاء، وإن تباعدت الرسائل والزيارات. ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ، تستحق الرسائل ردًّا أحسن منها، اعتبروها تحيةً من أنماط تحايا هذا الزمان الذي تغيرت فيه وسائطُ الاتصالات.

يروى أن جاريةً أهدت إلى الإمامِ الحسن باقةً من الوردِ فأعتقها، وحين سئل عن ذلك استشهدَ بقوله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها. هكذا تنمو وتكبر أنواعُ مشاعر الودّ والمحبَّة بين النَّاس، سواءً كانت بالقولِ أو بالعمل!

أنا وأنتم ممتنون لكلّ من يطلّ علينا بشخصه أو يسمعنا صوته أو يرسل رسالة، ونبادلهم خالصَ مشاعر الحبّ والمودَّة، وندعو لهم بطيب الحياة! وإن سقطنا سهوًا من القائمة، ليهبَ اللهُ الكريمُ السلامةَ من نسيَ وانشغل، ما أكثر مشاغل الدنيا! نحن نعلم أننا في قلوبهم وعقولهم.

التهاني والتحايا من مفرداتِ ”الحياة“ وتعني الدعاءَ بالسلامة ودوام الحياة الآخرين، قد يغير صِيغها وأشكالَها الزمان، لكنه لا يستطيع تغيير دلالتها على مشاعرِ الحبّ والودّ المتبادلة بين جماعات الإنسان!

أجمل ما في رسائل التهاني بشهر رمضان طلب الصفح والاعتذار من الإخوان. وهل يوجد أجمل من تلك الرسائل التي لا تُرد؟ ”لا تصرم أخاكَ على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب، لعل له عذرًا وأنت تلوم به، اقبل من متنصل عذرًا صادقًا كان أو كاذبًا فتنالك الشفاعة“ وعنه «صلى الله عليهِ وآله» أيضًا - في وصيته لعليّ -: من لم يقبل العذرَ من متنصل صادقًا كان أو كاذبًا لم ينل شفاعتي.

في الحياة من عنده ألف عذرٍ وعذر، فكما نطلب من الله أن يقبل أعذارنا، فهلمّوا نقبل أعذارَ بعضنا بعضًا!

مستشار أعلى هندسة بترول