آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 3:01 م

المرأة بين تزايد المسؤوليات وتراجع الدور الأسري.. وارتفاع نسبة الطلاق …!

هل تكون استراتيجية «T10» حلًا…؟

لا شك أن تغيرات عميقة حدثت للمرأة السعودية، امتدت منذ انطلاق الرئاسة العامة لتعليم البنات في أواخر الخمسينات الميلادية إلى هذه اللحظة.

ويوم بعد يوم، وجدت المرأة نفسها محاطة بأخطبوط من المسؤوليات، ترافق ذلك بتغير في نمط حياتها، فمن التقوقع في البيت، ورعاية الأسرة إلى ريادة الأعمال، وتبوأ المناصب العليا في المجتمع.

ولكن لماذا يعزي البعض زيادة نسبة الطلاق في المجتمع السعودي لتراجع دور المرأة الأسري كنتيجة طبيعية لانشغالها بأدوار أخرى حصرًا…؟!

ولأننا دائما ما يسهل علينا التوصيف، والتشخيص المتعجل، ونهمل العلاج والحلول نقوم عادة بأسهل الأمور، وهو إلقاء الاتهامات هنا، وهناك دون التكفل بعناء التفكر بوضع الحلول.

فلنتساءل.. هل منعها مثلًا من تحقيق طموحاتها العلمية والعملية والمالية وغيرها … يمكن أن يكون حلًا منطقيًا فضلًا أن يكون واقعيًا؟

أليس ذلك يعد تعديا على حقوقها، ومحوا تعسفيًا لشخصيتها؟

فلا يعني حقيقة تحقيق المرأة لطموحاتها، أو مساهمتها في رفع دخل أسرتها، أو غيرها من نشاطات أخرى، أن هذه الإنجازات لاتتحقق إلا على حساب دورها الأسري،

أو أنه بالضرورة الحتمية يؤدي لنشوء خلافات أسرية وبالتالي لزيادة نسبة الطلاق …!

فربما الإدعاء بأن المرأة ستنشغل عن رعاية أسرتها، وبطبيعة الحال، لابد أن يكون هناك تقصير من نوع ما،

وهذا الإدعاء يكون منطقيا، حينما يكون التقصير أمر واقع على هذا الفرض، علمًا أن هذا ممكن حدوثة في حالة المرأة العاملة، أو المتفرغة للبيت سيان.

ولا أدري لماذا ننظر للأمور بطريقة الأبيض، والأسود؟.. ألا توجد حلول لكل التحديات المعاصرة، أو ما يمكن أن تنشأ مستقبلًا؟

ولكن هل نذوب في الجري وراء الكسب المادي، وخداع وأوهام ما تحتويه «السوشال ميديا»، وتحقيق الآمال وسلبيات وصراعات مواكبة التقدم، ونستسلم وتضيع أسرنا؟

لا شك أن ثقافة مواجهة التحديات، وحل المشكلات قد تجنب مجتمعنا ويلات التطور السريع والحداثة.

فبكل تأكيد نحن جزء من هذا المجتمع العالمي، ونتأثر حضاريًا بما يجري من تطورات، ولن نكون خارجه بحال.

فالحل لا يكون بالعزلة عن مواكبة التطور، والتقوقع، والتخلف عن باقي المجتمعات؟

لذا لا ينبغي أن ندع أسرنا، ومجتمعاتنا تذوب وتنهار في طاحونة متطلبات الحياة، ومستجداتها التي لا تنتهي.

بل بكل تأكيد نحن قادرون أن نكون أنموذجا يحتذى في العالم.

فخورون بالمحافظة على الأسرة، والقيم والمبادئ الدينية، ووببصمة تقاليدنا، وعاداتنا الجميلة المميزة، كمورث شعبي نعتز، ونتميز به.

فغياب التخطيط، والتنظيم، والتعاون بين الزوجين، وترك الأمور على عواهنها؛ يعرض العلاقة الأسرية لموج البحر المتلاطم بقوة الرياح كما تشاء، بلا حول لها ولا قوة، وتفقدها توازنها، وقد تغرق بلا رحمة في بحر عميق من المشكلات.

وحتى لا نسهب كثيرا، نلج مباشرة في كيفية مواجهة هذه التحديات بطريقة مجدية لمثل هذه التحديات.

كثير من الأسر حينما تقرر الزوجة العمل مثلا، لا تضع لها خطة بديلة تعالج فيها ما قد ينشأ من سلبيات؛ بسبب عملها، فتترك الأمور تتفاقم والمسؤوليات تتزايد عليها من كل جانب؛ حتى يأتي يوم نفاذ الصبر، وحدوث الانفجار الأسري …!

وللمساعدة في تجنب مثل هذ الأمر أنصح باتباع استراتيجة «T10»

هذه الاستراتيجية سهلة الفهم، وممتعة في التطبيق؛ خاصةً حينما تشعر بنجاعتها في تنظيم حياتك، وأنها تعمل بشرط الإيمان بها، والجدية في تنفيذها.

تعتمد هذه الاستراتيجية على وعي الشريكين وتفهمها المستمر في إدارة حياتهم الأسرية بكل روح إيجابية، وتعاون، ووضوح ويقظة، دون السير وراء الأوهام.

وهي مكونة من عشر نقاط، نستعرضها في عجالة دون تفصيل.

1- تخطيط «يجب وضع خطة لكل خطوة هامة نباشرها في الأسرة، كا لعمل فوجود خطة عمل تكون واضحة شاملة الأهداف تنير الطريق وتعرف دهاليزه.

2- تنظيم «ويشمل إدارة الوقت، وتخصيص أكبر وقت ممكن للأسرة».

3- تفهم «يجب أن يفهم الطرفان احتياجات كل منهما».

4- تعاون «التعاون بكل أنواعه مهم لتغطية أي خلل ممكن في أي مرحلة».

5- تقدم «يشمل العمل على تحقيق الأهداف، والنجاح يكون بإسم الشركاء».

6- تراجع «عند شعور طرف بالغبن، أو عدم الرضا عن جانب معين يجب مراجعة الأمر من جديد، ووضع خطة بديلة».

7- تنازل «في حالة وصول الأمر إلى طريق مسدود، أو تأكد حدوث ضرر واقع على علاقة الطرفين، أو الأسرة يجب تقديم التنازل الممكن من الطرفين، وإعادة دراسة الوضع من جديد مع مراعاة جميع الخطوات، متفهمين أن تكون الأولولية للأسرة والعلاقة الزوجية».

8- تحاور «ينبغي استمرار التحاور والنقاش دون نبش الماضي، وتبادل اللوم.

9- تفاعل «تجنب الجمود والعمل الآلي، والتفاعل، والتفاهم، ومعالجة كل شاردة، وواردة دون تأخير، ووالتفاعل كروح واحدة تسعى لتحقيق الطمأنينة، والسعادة للطرفين».

10- تقدير «ويشمل الاحترام، والحب، وتقدير التضحيات، وتقديم الشكر والامتنان».

والقاعدة الذهبية هنا هي تفعيل دور الأم في الأسرة، وهذا هو «بيضة القبان».. كما يقال ليكن تركيز الأم على أداء دورها كأم، وكزوجة سواء كانت امرأة عاملة، أو ربة منزل فكم ربة منزل فشلت في الحفاظ على أسرتها لسبب أو لآخر!.