آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 11:11 ص

الثامن من مارس: يوم المرأة العالمي

زكي أبو السعود *

حينما ذهبت للدراسة الجامعية في موسكو سنة 1971، لم أكن اعرف ان هناك يوما مخصصاً للمرأة هو الثامن من مارس، وان السوفييت يحتفلون به كل عام، في تلك السنين لم تكن الا قلة من دول ألعالم تحتفل بالثامن من مارس كيوم للمرأة وإجازة رسمية للبلد كله، بعكس ما نراه اليوم في معظم أنحاء العالم.

ذاك الاحتفال بعث في نفسي الفضول لمعرفة اصل هذا اليوم والقيمة المعنوية لتخصيص هذا اليوم للمرأة المكون الثاني لأي مجتمع إنساني. ولنا أن نتخيل كيف كان حال المرأة السعودية قبل نصف قرن! كان مغزى الاحتفال بما ان المجتمع يتكون من المرأة والرجل فلا يمكن له ان يسير بشكل سوي دون ان يتساوى الاثنان في الحقوق، وان تقدم المجتمعات البشرية مرهونا باشتراك كلا المكونين في هذا العمل، والكفاح معا لأجل بلوغه. ولكن ترسيخ القبول بهذه القواعد في فكر واعتقادات ملايين البشر الذين كانوا يعتبرون التمييز بين المرأة والرجل امر فطري ومن نواميس الحياة، التي لا يمكن ولا يجوز تغييرها، تتطلب مجهودات ثقافية وتغييرات تشريعية يتبناها المجتمع بكافة تكويناته الاهلية والرسمية ويساهم فيها دون منية أو تفضيل. فابعاد المعارضين والمنكرين لهذا التغيير ودفعهم لتقبل هذه الافكار والقبول بهذه القوانين اقتضى عملا دؤوبا مشتركا من الرجل والمراة سوية، فكما تقدم ونهضة البلدان لا تقوم الا على اكتافهم الاربعة، كذلك ازاحة العراقيل المعنوية والمادية لهذا الاتجاه مسؤولية يشتركان فيها ويتحملان كلفتها دون تمييز أو تفضيل لاحد على الآخر.

وها نحن اليوم في بلادنا الغالية، نشهد انطلاقة نساء الوطن نحو اثبات حضورهن المادي والفعلي في كافة مجالات الحياة ومختلف الانشطة، وما تحقق لهن حتى الآن يبشر بأن دورهن المجتمعي سيزداد ويكبر، وان المستقبل سيكون قادرا على التخلص من مخلفات الماضي وقيوده، وان القوى التي لا زالت قابضة على الماضي مصيرها الوهن والفناء.

في هذا اليوم الربيعي الجميل يسعدني ان أحي كل امرأة وكل رجل قال لا للتمييز بين الجنسين، وآمن بأن الماضي مهما كان قويا ومظلما، فأن انوار المستقبل قادرة على قشع ظلامه، وان الحياة ستكون اجمل وابهى بوجوه نساء الوطن المشرقة.

تحية واجلال لنساء الوطن في يوم المرأة العالمي تحية للأم وللزوجة وللبنت والاخت اللاتي يجعلن حياتنا جميلة وعذبة بوجودهم معنا.

تحية لكل امرأة تعمل وتكدح من أجل حياة كريمة وراقية.

وكل عام والبشرية بخير وسلام.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…